الجمعة، 25 فبراير 2011

Longing For My Summer


لست ممن يعشقون فصلاً محددًا. لست أنتظر الشتاء وأحصي الشهور منتظرة إياه ليأتي متبخترًا بأمطاره ورياحه وبرده الدائم. لست أيضًا عائقة للصيف بكل ما يحمله من حرارة ويوم طويل حارق وشهور نستغرقها في إمضاء الصيف أكثر مما نتمتع ببرودة الشتاء.

أنا فقط أحن لكل فصل وبما كان يحمله من معانٍ وجدت يومًا وعشتها في وقت ما. في تلك اللحظات ومع تقلب الأجواء، أشعر حتمًا بالأشتياق للصيف. أتوق لتلك اللحظة التي أخفف بها ملابسي وأقوم بتغيير وترتيب الدولاب .. فتحتل ملابس الشتاء الجهة العليا وملابس الصيف تحتل مكانها بأسفل الدولاب لتكون في متناول يدي.

أشتاق للوهلة الأولي من حركة تخفيف الملابس والشعور كأنني فجأة كقشة في مهب الريح .. أشعر بأن الهواء يحرك كل شبر مني رغم حرارة الجو وأن هناك برودة مازالت متبقية من أثار الشتاء الذاهب. الملابس الخفيفة بالكاد تدفئ جسدي ولكنني أشعر بالأنتعاش الذي يشوبه برودة مؤقتة لكن حرارة الجو تقوم بواجبها المقدس وأعتاد إحساس الملابس البارد الذي يتحول لدافئ بعد ذلك.

أحب تلك الأيام التي تسبق موجات الحر الشنيعة الهيسيترية .. تلك الأيام التي لا تحتاج لتشغيل التكييف بها. فقط تحتاج للمروحة وكفى. أحب أن أدير المروحة، أرتدي ملبسًا يشعرني بالبهجة، أحضر مشروبًا باردًا ليرافقني .. أحتل مكاني فوق المكتب ليس على الكرسي .. لكن أقفز فوق سطح زجاج المكتب البارد. أشعر به يوخز جلد جسدي الحار، لكنه شعور محبب جدًا. أنتقي كتابًا .. وأتربع هناك اقرأ ما يحلو لي لكم من الوقت لا أحسبه، اقرأ حتى يدركني الملل أو ترهقني عيناي أو تدعوني أمي لتناول الغداء او مساعدتها بها.

لطالما كنت أضع دوري في غسيل الصحون .. ساعة الغداء. ننتهي من الغداء، أصلي العصر، فأحتل المطبخ لأقوم بمهامي التنظيفية .. أشغل الراديو على قناتي المحببة وأستمع وأنتظر أغنياتي المفضلة .. أحب تلك السويعات الصغيرة جدًا، رغم أن المطبخ يتمتع بسخونة عالية إلا أن أبي أضاف مروحة حتى تسهل الأمور .. فجعل من ساعات التنظيف شيئًا قد اعتبره ساعات للأحتفال .. أو كأنني أكمل ما كنت أفعله في غرفتي بالمطبخ .. فأنظف وأستمع وأرقص وأغني والجو مازال لطيفًا .. حالما أنتهي، أصنع لنفسي كوبًا من الشاي وأختار شيئًا من الأثنين .. إما أن أشربه في المطبخ أمام الراديو حيث سأجلس وأشرب وأسمع وتتخلل رأسي بعض الأفكار بالطبع. أو ساخذ كوب الشاي وأهرع للبلكونة لأنتظر المغرب هناك مشاهدة السيارات المسرعة ذهابًا وإيابًا تقطع الشارع أمام منزلنا.

لم أكن أحبب إختيارًا فوق الأخر .. لا أذكر عشقي لأختيار أكثر من الأخر .. لكنني حقًا كنت أستمتع بمشاهدة السيارات ورؤية وجوه الناس المختلفة ومشاهدة تغير حالة السماء والجو من العصر إلي المغرب في مجرد ساعة ضئيلة.
كنت أقضي ليلي كله إما في محادثة الأصدقاء أو مشاهدة ما يحلو لي من أفلام مع منار ورحاب .. كنا نشتري لتر بيبسي وشيبسي عائلي و نفرغ كيس الشيبسي في صحن كبير مقعر و أجلس أنا في المنتصف أمام الشاشة .. رحاب على يميني ومنار على شمالي ... رحاب تكون قد صبت البيبسي في الأكواب ونضغط زر التشغيل ونشاهد في الظلام. فيلم .. إثنان .. ثلاثة .. لا أدري .. كنا نسهر حتى يسقط أول جندي كما يقولون.

بالطبع تتغير الأحداث حسب اليوم .. لكن هذا ما أشتاق إليه في صيفي. وكان الأغلب يوميًا في تلك الأيام.
رغم معرفتي الكاملة أن صيف هذا العام مختلفًا تمامًا ولن يمر ولو بنصف تلك الطريقة. فأنا لا أشعر بالاحباط.
أنا مشتاقة لإجتياز هذا الصيف وإختبار الجديد بكل حيوية وإنطلاق.

ليست هناك تعليقات: