الأربعاء، 2 فبراير 2011

اللعنة على كل شئ


قبيل إنقطاع الإنترنت بنصف ساعة كنت أكتب وأكتب وأفصع عن مكنون نفسيتي المكعبة فكانت تلك السطور المبتورة قهرًا بسبب فصل الخدمة. الذي لا يمكن وصفه سوى بأنه .. تييييييييييت (بأحاول ألم لساني بقى)

نص السطور بتاريخ 28-1-2011
اليوم أو منذ عدة أيام قليلة وأنا في حالة غريبة جدًا. وأتذكر أشياء غريبة.
لست مكتئبة أو سعيدة أو لا أدري الحالة .. أنا ببساطة مازالت في حالة صدمة وتوتر.
تم القبض على ثلاثة من أصدقائي .. الثلاثة وضعوني في موضع من أصابته صدمة قلبية، كدت أصاب بالجنون حينما سمعت خبر القبض على آية بالتحديد، فقد كان بمثابة كأن يلقي أحدهم الخبر عليك كأنك تعرف شيئاً مسلمًا به. حسنًا! لم أكن أعرف يا غبي!
يوسف قبض عليه يوم الثلاثاء، وبعد عرضه على النيابة .. ناله 15 يوم سجن.
آية قبض عليها متظاهرة أمام قسم ما لإخراج المتظاهرين المقبوض عليهم منهم محمد صديقنا أيضًا .. فأخذت مع المتظاهرين في عربة الترحيلات .. ساعتين وأطلقوا سراحها مع بعض التهديد والزعيق وشد الودان عشان متنزلش من بيتهم تاني!!
محمد .. لا ندري عنه شيئًا! .. لا ندري كيف قبض عليه! .. ولا في أي نيابة .. ولا حتى أي معتقل.
أجلس في العمل أمام شاشة الكمبيوتر .. تتجمد الشاشة قليلاً، فأتوتر أنا .. أتذكرهم، فأدق بالماوس على الطاولة بتوتر ملحوظ حتى يتعاظم قلقي وتوتري فأخبطه بشدة وأنفخ وأطلق سبة محترمة.
أصبحت أشتم بشدة في الفترة الماضية، تغيرت كثيرًا .. مروة تقول أنها عادة صحية جدًا، آمال هاتفشي غِلك إزاي، لكنني مازالت أكره حينما أفقد السيطرة على لساني أمام أناس لا يدرون أنني لست هذا الشخص .. أنا لست في العادة شخص لسانه طويل .. لكنه حدث ومازلت أرى راحة في ذلك رغمًا عن كرهي له. يتصاعد الغضب، أكور قبضتي. أتحفز بشدة، يغلى الدم في عروقي، أشعر بالحرارة في آذناي تحرق ما تبقى من أعصابي .. فأسب أحيانًا ببراءة وتارة بوقاحة حسب الموقف. كنت اللطيفة الرقيقة في العمل، الآن أصبحت العدوانية التي قد تضرب أيضًا وهي تشتم. حينما وجدت أن حقوقي لا تأتي بالشكوى. فأصبحت أخذهم بيدي .. وأعني بيدي حقًا.
مازالت أمي في وسط تلك المهاترات تنصحني برؤية العريس الفلاني فإن هذا هو الحل للإكتئاب، وللتوتر والعصبية وأن ما يفعله أصدقائي لا يعتبر حلاً (العيال دي بتضيع مستقبلها) .. يا حاجة مش لما يبقى فيه مستقبل أساسًا .. أكيد آية ملقتش عريس لحد دلوقتي صح، أنفجرت مهددة بالعديد من الأشياء وإن لم تسكت سأنط من الشباك وأخلص. أو أنزل في المظاهرة مع أصحابي عشان بالمرة يطردوني شر طردة من الشغل المهبب وأبويا كمان يروح فيها.
أمي ترى الحل في كل شئ .. الزواج، العريس، الفرح .. ولا تدري أنني بعت القضية من زمان. أصبحت تشغلني أشياء أخرى أكبر ولن أضع في حياتي القصيرة شخص أخر حتى ولو ببتاع تقليدي. دومًا تجلس لتذكرني بدفاتري القديمة وبفلان وعلان وهاتعملي إيه؟ ومفيش أخبار؟ وأنا على نفس الرد .. مش هابص ورايا خلاص ولا بقى يفرق حد معايا .. خططي أصبحت محددة، هي فقط مازالت بعيدة وقتيًا. يارب قربها. عشان الملل والكآبة بس.
أنا تغيرت كثيرًا بشدة وبعنف .. يوم واحد كان كفيل بكل شئ، ومذ ذاك الوقت كل يوم يغيرني أكثر
لا أعرف هل يجعلني أكثر صلابة أم قسوة؟؟ لا تفرق معي.
أنا لست أتداعى ذهولاً وحزنًا على هذا التغيير
هناك جملة قرأتها في إحدى أوراقي المتهالكة القديمة الصفراء بداخل هذا الصندوق الكرتوني البنفسجي ذو النقوش الذهبية.

حتى ذاك السطر الأخير لم أكتب كلمة أخرى.
يوسف أطلق سراحه قبل جمعة الغضب المشهودة، محمد أيضًا خرج سالمًا يوم الأحد.
أطمئن قلبي على الجميع، الكل بخير.
لكن مصر ليست بخير.
وأنا لست بخير.
وهم أيضًا ليسوا بخير.
الوضع ليس صائبًا أبدًا.
هناك ما يشوش على تفكيري في تلك اللحظات، فتارة أجدني أتعاطف مع مبارك وأصرخ بداخلي "كفى .. فلتكفوا عن تلك الترهات بميدان التحرير"، ثم تارة أخرى "كفى .. النظام فاسد ومبارك طاغية .. فليحترق في أسفل الجحيم وليرحل عن الحكم الآن"
لست أفهمني ولا أفهم تقلب أفكاري .. لست أملك جبهة أقف عليها حتى الآن.
لعنة على هذا العمل الذي أنا به، ولعنة على تلك النشأة التي تربيت عليها.
لعنة على كل ما وضعني في هذا الموقف السخيف.

ليست هناك تعليقات: