الثلاثاء، 15 فبراير 2011

Weird Thoughts

أفكار عجيبة تتقافز عبر مساحات شاسعة من ذهني، لطالما كنت من المفكرين العظماء في حضور الأقارب والمعارف. أنخرط في الأعمال المنزلية وأشغل ذهني بأي شيء وأفكر وأفكر بأي شيء لأجل أي شيء .. لا يهم!! طالما لن أكون بكامل كياني وسط الأشخاص.

لا أعرف لماذا لم أكن اجتماعية منذ الأساس. لطالما وددت ذلك ولكني لم أستطع تغيير ما أنا عليه. فالبداية دومًا تكون حماسية رائعة منفعلة وودودة، ثم سرعان ما تنسحب مني الحياة وبالكاد أجد ما يجمع شتات أفكاري أماههم لأتحدث.
ألتزم الصمت، أنخرط بفعل أي شيء كما ذكرت، أحيانًا يغلبني النعاس فأنشغل بالتلفاز. هذا ليس صحيًا!! الجميع يتحدثون، الكل يتبادل الأحاديث. أنا أيضًا لدي نصيبي من الأراء التي يمكن مشاركتها ولكني لا أعرف ماذا يصيبني في تلك اللحظات. أهو الملل؟!

تجوب تلك الأغنية في مخي، أشعر بالتوتر لأنني أريد أن أسمعها في الحال ولكنني لا أستطيع. الكثير من القيود تملأ المكان. تأتي تلك الأغنية على شفتاي وتعبث بألحانها حول لساني تجبره على التحرك، تبًا !! أريد أن أغني!! لا أستطيع.

أخذت كوب البيبسي، الصخب يملأ المكان. الكل يتحدث بصوت عال لكي يسمعون بعضهم بعضًا ويصل الصوت للكل. لكن بلا جدوى. كلما نطق أحدهم أنه لا يسمع. تزداد حدة الأصوات. لا أعرف لماذا شعرت بأن مكاني على الأرض. ربعت رجلي وجلست جنب التلفاز. من هذا المنظور رأيتهم جميعاً. يتحدثون يضحكون يبتسمون يصخبون بمرح وبغضب والأراء تتطاير في كل مكان .. لا يمكنك أن تقفز وسط تلك الحلبة الآن لو كنت خارجها منذ البداية. لا تمر لحظة صمت، هم يعرفون كيف يديرون ساحة الحلبة جيدًا.

في تلك اللحظة أنشغل أنا بأفكاري الخاصة، أتذكر أناس وأمكان وأحداث وأشياء، أشياء لم تكن لتخطر على بالي لو كنت في وقت عاديًا أو في كامل قواي العقلية.
أنا لم أشرب اللبن منذ مدة طويلة. ليس لبنًا مخلطًا مع شاي أو فراولة أو شوكولاتة ألخ ألخ ألخ .. كوب لبن صافي رائع بارد منعش!! منذ فترة لم أمسكه في يدي. لماذا؟!! لا أدري. أعتقد أنني بحاجة لهذا الكالسيوم الأبيض في تلك الأيام، أنا أرهق نفسي بشدة .. حتمًأ أريده.
من يقوم بتغيير مقاومة العجلة لأقصى مقاومة. من هذا الوغد؟!! .. عضلاتي أصابتها صدمة شديدة .. يخرب بيتكم مين؟؟!! يجب أن أعرف، وعلى الفاعل أن ينال عقابه الشديد.
لماذا تلك الأحلام الغريبة؟؟ .. لماذا تلك الأفكار!! . أحلم بأحلام كريهة للغاية. أحلام تجعلني أستيقظ منقبضة الصدر. ليست كوابيس ولكنها أحلام تقلق النفس. توتر البدن والعقل. لا أعرف ما يحدث لي عمومًا تلك الفترة.


جنى تضحك لي، جاءت لتطبع قبلة على خدي الأيمن وجرت لترتمي في أحضان دينا. جنى، ليحفظها الله دومًأ!! كلما نظرت إليها تثير بداخلي مشاعر غريبة للغاية. مشاعر متناقضة. مشاعر إشتياق لطفل لم يأت بعد. ومشاعر تخوف من مسئولية لا أعتقد أنني سأكون كفيلة بها.

بدأت أشعر بتنميل في ساقي الأيسر، فمددتها أمامي. ثم شعرت فجأة برغبة في عب بعض الهواء. بعض الهواء لم يضر.
خرجت للبلكونة وتبعني أحمد ابن خالي. وقف بجواري وطفق يتحدث كأنه يكمل حديثًا كنا للتو بدأناه. يتحدث في كل شيء. أسرارًا تعود أن يلقي بها إليّ وحدي. سمعته وتكلمت وضحكت وسمعت وأبتسمت وسمعت وسمعت. استأذنني في شرب سيجارة، لم أمانع.

في الليل لافتة المدرسة المنيرة تلقي بأضواء حمراء مبتذلة على الشارع ، تجعله يبدو كالملهى الليلي حقًا. فالقطة تجري مبعثرة بعض القمامة وبالتأكيد يصدر صوت لزجاجة حاجة ساقعة فيبدو كأنه كزجاجة بيرة. الدخان المنبعث من سيجارة أحمد برائحته المميزة يكمل شكلاً للمنظر. أصطفاف العربات تحت سور المدرسة بإنعكاس اللافتة الحمراء على زجاجها، يضفي المزيد من الجو المبتذل كأنك في الباحة الخلفية من ملهى حقير حقًا.

يهزني أحمد من أفكاري بعد إنتهاءه من سيجارته البريئة، يكمل حديثه ويقول الجملة المعتادة عن أن السجائر تحمل عنه عبء العصبية والنرفزة من أشياء كثيرة في الحياة. أسمعه بصدر رحب وكفى.



ليست هناك تعليقات: