الجمعة، 21 يناير 2011

The Ghost Has Fallen


تلك الفترة يطغى عليّ شعور رهيب بعدم القدرة على نفض غطاء السرير عن جسدي والنهوض لمواجهة يوم جديد أخر. أستيقظ وأظل متدثرة بالغطاء، أفرك عيناي حتى تتضح الرؤية ثم أوجه بصري للحائط وأبقى على ذاك الوضع لوقت لا يقل عن ربع ساعة. لا أدري ما يكتنف عقلي في تلك اللحظات بالتحديد. ولكن الشعور المسيطر وقتها أنني بكل تأكيد لا أريد النهوض وبدء هذا اليوم. المشكلة أن الأيام ليست متشابهة، هي مختلفة وتحدث أشياء عديدة كل فترة وكل يوم وكل وهلة، ولكن السمة السائدة هي الملل والفضاء والكآبة.

منذ بدء موجة الصقيع تلك والأمطار وتساقط الثلج يوم الجمعة الماضي، سقط شبح الإكتئاب على روحي .. أنا لست من محبي الشتاء أو من كارهيه أيضًا .. لست أحب فصلًا بالتحديد .. لكن عندما أختفت الشمس وحل محلها الغيام والرعد والبرق والأمطار، أختنقت أنا. لم أستطع الصمود. باليوم التالي عدت من العمل في حال يرثى لها، لا أستطع الإبتسام حتى، وضعتني أمي بالسرير وأخبرتني أنني من هؤلاء الذين يكتئبون مع ذلك الجو .. نعم! أعرف! .. ليته ينتهي. توالت الأيام وأنا أتكيف .. محاولات التكيف كادت أن تكلل بالنجاح لولا تلك الأحداث بالعمل، التي وضعت أمور الإكتئاب إلي نصابها مرة أخرى .. حسنًا. شكرًا لكم جميعًا!! سأحظى بشتاء خارق للعادة هذه السنة. منذ بداية هذا العام وهو كما يبدو مبشرًا للغاية .. ياللسعادتي!! أكاد أرى السعادة تتقافز من كل أركانه ... تبًا!! أكره تلك السنة بشدة :\

ضقت ذرعًا بكل ما أحمله من ثقل، كل شهر لا يمر دون إصابتي ببرد أو إنفلونزا لثلاث مرات على أقل تقدير. قد أصاب بإحتقان في الحلق مرة أو تفقد أنفي السيطرة على نفسها وأفقد أنا السيطرة على كمية شراء المناديل. كل هذا كثير، أصبحت لا أحتمل!!
منذ أنتقالي للمكتب الجديد، موقعي بجانب الباب، التيارات الهوائية شديدة و التكييف يعمل بقوة أكبر .. والحمد لله، أنفي تعرف كيف تفقد السيطرة في تلك الظروف بكفاءة شديدة. أصبحت أشبه ذلك البهلوان ذو الأنف الحمراء في السيرك. وأصبحت هي لا تفارقني. عيني تدمع باستمرار كأنني أبكي .. لكنه البرد يا جماعة، دي حساسية وحياة ربنا .. صدقووووووووني :'(
ثم مستر/ صداع .. لا أدرى لماذا لا يريد أن ينساني لفترة وجيزة، لماذا يحبني لتلك الدرجة. هل أنا مريضتك المفضلة؟؟ لماذا تحب أن تزورني مرتين يوميًا تلك الأيام؟ .. ألا تملك مرضى أخرون غيري؟؟
أريد أن أعقد معك إتفاقًا .. أنا لست معترضة على زيارتك، بالعكس أنا أنتظرك وأتساءل لماذا تغيب حينما تتركني بالشهور .. أنا فقط لي رجاء خاص .. لا تزرني حينما أكن وسط الناس وفي العمل وفي الشارع .. أنتظرني ريثما أستقر بالمنزل وأفعل كما شئت .. سأكون لك .. ولن أعترض. فأنا أصبحت أسير بنوتة وأدون ما فعلته خطأ فحفزك لتزرني، أصبحت أكرر أشياءًا أشك بها قد تكون ما حفزك لتأتي .. كل يوم أفتح عيني وأنا قلقة من أن تكون أول ما سأشعر به كالعادة وأضطر أسفة أن أذهب للعمل بتلك الحالة. أصبحت أتجنب أشياء أحبها لأجلك، وأفعل أشياء لا أريدها لأجلك. .. ألا تريد أن تفعل شيئًا لأجلي أيضًا؟؟ كي أكف عن القلق .. لدي ما يقلقني كثيرًا وأحمل همه متى ذهبت، وبالكاد أستطيع تحمل تذكر الأهتمام به .. فلا تكن عبئًا، فأنا لا أستطيع وحدي تحمل الأهتمام بما بعد العملية حتى الآن .. فلا تكن عبء.

ظللت اليوم لمدة تقرب من النصف ساعة لا أريد أن أواجه اليوم. وغدًا لا أريد أن أواجه الغد وهكذا .. حتى أموت سأظل أشعر.
لا أعرف متى سيتغير هذا الشعور، فالشمس سطعت اليوم ورأيتها ولكنني لم أتفاعل بالشكل الذي تخيلت أنه سيحدث.
لا أعرف لم سأحاول النهوض بحماس يومًا؟ ما الذي سأواجه يتطلب هذا الحماس و يساوي كل ذرة به؟
لا أعرف متى سأجدني يومًا غير مقيدة بسلاسل وأحب ما أعيشه بحق؟
لا أطلب الكثير، فقط أريد أن أرى معنى لكل ما فعلته بحياتي ومر و ما سيأتي.
أريد أن أرتاح .. أريد أن أرى جديدًا وأحبه وأسكنه بكياني ووقتها .. وعد! سأستيقظ بإبتسامة وبنشاط كبير.


ليست هناك تعليقات: