السبت، 18 ديسمبر 2010

وَامُحمّدَاَه


A thousand miles I'd run and walk
A thousand times I'd slip and fall
But for you I'd do it again
A thousand times
*Sami Yusuf

ذاك اليوم لم يحدث الكثير .. كنت وحدي أستقل التاكسي عائدة من "روكسي" بعد شراء بعض الحاجيات وأخيرًا القيام بمشوار كان يجب القيام به منذ فترة طويلة قد ترجع للصيف .. لكنه الكسل كالعادة.

أحيانًا تكون رحلة العودة بالتاكسي تتمتع بالهدوء فأنا أتممت مهامي ومشاويري كلها وأستقر الآن أسترجع أحداث اليوم وأفكر وأنظر خارج نافذة السيارة .. أشبك يداي، أفكهما .. مازلت أفكر.

كان يشغلني بشدة مشكلات بالعمل تتعلق بزملاء كانوا ينغصون عيشتي ويرهقون كاهلي بالسلبية والغباء .. كنت أفكر كيف أنني حينما زرت مكان عملي القديم أخيرًا تلبيًة لطلبهم المتكرر .. ورأيت النظرة على وجوههم والفرحة في أعينهم .. أقسم أنني نسيت كل ما كان يضغط على أعصابي في الوقت الحالي.

ولمرة أخرى أشعر بالدفء .. لكم أفتقد الدفء حقًا .. يأتي ويذهب ولكنه يأتيني حينما أحتاجه لذا لست متضررة حينما يتركني أتجمد بردًا وأبرد كآبةً.

رجعت لأشبك يداي مرة أخرى ببعضهما ولاحظت الخاتم الذهبي الذي أبتاعته أمي لي مؤخرًا .. أنه رائع الجمال .. أشعر أنها تريد أن تزين أصبعي بأي شيء يلمع حتى تأتيني بمن يعطيني دبلة تنير يداي. محاولاتها مكشوفة الغطاء واحيانًا تشعرني بأنها تضغط علي لأوافق بأي شكل على كل من أقابلهم .. لكن أفعالها تعكس حبًا وسعي دائم نحو الفرح والسعادة .. لا يمكنني كبتها.

كانت الأفكار تأتي من اللامكان واللازمان .. كلٌ من كل صوب وإتجاه .. لكن فجأة سمعته يقول شيئاً، فأجفلت وأجبت السائق مسرعة "نعم!! .. حضرتك بتقول حاجة؟!! .. فأجابني "عليه الصلاة والسلام" .. فقط لم يزد ولم يشرح ولم يقل ما يضع أصبعًا على الموضوع.
فأنتبهت لعلني أفهم .. ظللت منتظرة لكنه لم يزد ولم يتكلم ولكنه ظل منتبهًا مثلي .. فأيقنت أنه يستمع للراديو .. بالكاد كان يصلني الصوت نقيًا في الخلف بسبب الضوضاء ورداءة نوع الراديو نفسه .. فركزت قليلاً لأكتشف أنه مجرد شريط كاسيت ونوعه مازال رديئاً .. لكنه كان يتكلم عن وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.

إشتقت إلي إخواني
إخواني فهم قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني

بالكاد أستطعت كتم دموعي ومشاعري في اللحظات التي سمعت فيها قصة وهنه وضعفه بالحمى الشديدة ولحظات ما قبل وفاته .. لم استطع إلا أن أردد بخفوت كما كان يفعل سائق التاكسي "عليه الصلاة والسلام"
اللهم صلي على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
آمين


ليست هناك تعليقات: