الأربعاء، 10 ديسمبر 2008

مهاترة نفسية 1


الكثير من الاحباط العام .. ألتلك الدرجة لم أحقق شيئا؟ لم أفعل ما يجب أن يطلق عليه إنجازاً؟

أعتقد أنني الجأ لوهم نفسي بأنني وصلت لشئ ما ليتني أدريه الأن و لكني أعجز عن الإدراك أم أنه لا يوجد ما أدركه من الأساس؟

لطالما لم أضع هدفًا لتحقيقه سوى تلك الأهداف قصيرة المدى كماذا سأعد لطعام الغداء أو مثلاً أي كتاب ساقرأه غداً .. عدا ذلك لم أكن اطمح في شئ سوى الأستقرار عموماً و لاحقاً أدركت أنه ليس هدفاً أستطيع أن أتكلم عنه بملء فمي و أفخر بانني أتخذته غاية فقررت البحث عن "الهدف" .. و أستقر تفكيري حينها أن هدفي التميز، أن أكون مميزة في شئ ما .. و حاولت كلما تعثر بطريقي شيئًا أجيده أن أتميز به و لكن بالطبع لم اكن مميزة يوماً و لم يحدث و أعتقد انه لن يتحقق .. فلست أكثر من تجيد الطبخ و لا أكثر من تستمتع بقراءة مقال لها و لست أيضاً شخصية رائعة يود العديد أن يلتقوني ، و لست محدثة ماهرة تجيد فنون الحديث ، و لا إنسانة مرحة لا تستطيع تمالك نفسك من الضحك بوجودها و لست تلك الطالبة النجيبة التي تفهم كل ما تدرسه و تحظى بأعلى الدرجات و لم أكن الأولى يوماً و ولت للأبد فرصتي لأكون الأولى في مرحلة ما .. و لست أيضاً على تلك الدرجة الكبيرة من التدين و لا أستطيع أن أكون حنونة طوال الوقت أحياناً أجد متعة و أتلذذ في عدم الرد على الأخرين إذا ما تحدثوا ليس تقليلاً لهم أو لكلامهم و لكن لأنني حقاً أجد متعة في الصمت و لست أيضا حبيبة مثالية .. و أنا لست الكثير من الأشخاص الذين وددت أن أكونهم يوماً ...

أذكر صديقاً يوم ما حينما أخبرني أن الإجابة الحقيقية عما يريده المرء هي أن يعدد مالا يريده .. حينها سيتبقى بعض الأشياء التي بالفعل حقا تريدها و قد يتبقى شيئاً واحداً و قد لا يتبقى شيئاً على الإطلاق .. هذا رهن بي و بك و به و بالأخرين .. لذا أعتقد أنني عددت من لم أكونهم يوماً في محاولة مستميتة للبحث عما أكونه او اود أن اكونه .. لكنني حتى الأن لا أعلم و أعتقد انني بطبعي شخصية مرنة - هذا شيئا لا احبه بالمرة- أستطيع ان أحب وقتما أقنع نفسي بضرورة الحب و التأقلم و أستطيع أن اكره ما اود كرهه و أستطيع ان "افبرك" هدفاً لأسير نحوه و أستطيع أن اتعامل مع شخص لا يروق لي و استطيع الابتسام في وجه كل من امامي و لكني حقاً لا استطيع الضحك رغما عني .. و بالتالي فإنني يومياً في بحث عن هدف ما لأقنع نفسي انه مرادي و مصيري المحتوم لعلني أجد غايتي الحقيقية يوماً ما و أتوقف عن تلك المهاترات النفسية.

ليست هناك تعليقات: