الأربعاء، 8 أغسطس 2012

هلاوس سمعية وبصرية وقد تكون عقلية أيضًا.

قد يصف البعض ما يوشك أن يحدث أنه البداية، بداية حياة جديدة بشكل جديد. فلتنسي كل ما سبق وتبدأي بقوانين جديدة. لكن الزواج بالنسبة لي حقبة مختلفة بقوانين مختلفة ليست بالجديدة على الإطلاق.
فبعد أن كنت مجرد طفلة ففتاة ثم شابة تسكن في بيت أبيها أصبحت ربة البيت وملكته أيضًا.
يقلقني حقًا كم المسئوليات التي سأواجهها، لست أرى الزواج رفاهية على الإطلاق. لم أفكر يومًا متى سأرحل من منزل والديّ لأسس مملكتي. بالفعل كل ما كان يشغلني أن إقتراب الوقت يعني حتمية إمتلاك المسئولية الكاملة ولا فرار من ذلك.
سمعت الكثيرات يتحدثن عن أن بيتكِ يعني قوانينك الخاصة، تستيقظين متى أردتِ، تأكلين كما يحلو لكِ، وستخرجين مع زوجك كيفما شئتما بلا رقيب ولا حساب. لكنني دومًا كنت رقيب نفسي و كنت من تضع قوانينها بنفسها. أنا أحب الاستيقاظ بمواعيد وأعشق ضبط الساعات لميعاد الأكل. لذلك لست أرى أن الزواج سيحررني من شيء كنت تحت سحره أو سيطرته من الأساس أو مجبرة عليه مثلًا.
مع دقات الساعة ودنو الميعاد، الأرق يغزو عيناي. أصبحت لا أقو على النوم كالسابق. أفكر بالعديد من الأشياء التي تهم والأشياء التي حقًا لا تهم. أشياء فارغة وتافهة ولا تخطر ببال أحد ولكنها فقط تقلقني أنا.
فجأة يطرق عقلي ذكريات عديدة أود تهشيمها، وأحيانًا ذكريات تضعني بحالة من الاكتئاب والحزن، وأخرى تجعلني في حالة حنين للماضي.


منذ فترة ليست بطويلة، تقرب لشهرين، ألح عليّ وجوب شراء عطر بالفايليا. لماذا؟. لأن جدتي كانت تعشق عطور الفانيليا. جدتي كانت دائمة شراء عطور الفانيليا وتحب الفانيليا ودائما لها أثواب رائحتها فانيليا. أريد الفانيليا بلا أي إضافات. بلا شوائب. أريد ما كانت تضعه جدتي. ظللت أبحث وكانت تصادفني تلك العطور المخلطة، فانيلا ومسك وخوخ وإلخ.
ولكني وجدت عطر فانيليا صافي في بورسعيد، واشتريته. كنت سعيدة للغاية. ولا أدري سببًا لتلك الرغبة في شراءه من الأساس.
هي فقط الأفكار الغريبة في الأوقات الصعبة. وحتمية تنفيذها حتى أنام بسلام.
من قمة الأشياء العجيبة المستحيلة، أنني طيلة حياتي لم أكن ممن يعرفون كيفية تربيع أرجلهم. كانت عملية مرهقة بالنسبة إليّ. كانت ترهق مفصل الحوض وتؤلمه بشدة وكان لديّ سرعة ترسيب بالدم تجعل رجليّ تنمل سريعًا. بإختصار العملية كانت عذاب.


ثم أكتشفت منذ سنتين تقريبًا أنني أصبحت قادرة وبكل حماس أن أربع رجليّ. وأجلس لمدة طويلة وإن كنت لازلت أجد التنميل يغزو رجليّ سريعًا. لكن أنا سعيدة على كل حال، فأنا أرى في تلك الحركة بساطة وجمال بشكل لا يقاوم.
وجدت بداخلي شوقًا منذ يومين لسماع موسيقى فيلم "أميلي" .. تلك الموسيقى رائعة بكل المقاييس، هي تشفي حواسي المرهقة وتضرب وترًا بداخلي كان مدفونًا بفعل السنين. الأوركسترا أكثر من رائعة لكن عيبها أنها تدوم لوقت قليل. لكن قد يكون مذاقها هكذا أفضل.

حسنًا .. مازلت أرى أنني أود لو كنت أعيش في فترة السبعينيات.
أعرف أن الكلمات متناقضة تمامًا وكل جملة لا ترتبط بما قبلها .. ولكني أكتب ما يرد بخاطري. 



ليست هناك تعليقات: