الصباحات الصاخبة التي تقرر فيها إحياء
جميع النوتات القديمة للروك والميتال..
تذكرت أصدقائي وتذكرت يحيى وأغنيات الروك والميتال التي لا يعرفها غيرنا وكان يقترح
عليّ سماعها.ميتالكيا وبلاسيبو وسيستم اوف آ داون و مارلين مانسون وماي كيميكال
رومانس.. وكل الأغنيات التركية والروسية.
افتقد تلك الأوقات بشدة .. حيث كنت أنتهي من عملي لأعود وأكتشف العالم من نافذة
الكمبيوتر. أتواصل مع أصدقائي ونتكلم كثيرًا ونسمع أكثر. نجمع أحلامنا وأرواحنا في
جلسات حميمية لطيفة تمتد لمنتصف الليل. وساعات التجول في وسط البلد لشراء كُتب
وشرب القهوة والشاي في مقاهي بسيطة. أو الجلوس على رصيف ما والتحدث لساعات ونحاول
أنا ومروة وضع تاتوهات مؤقتة لنفسنا.. وعندما كنا نلتقي أنا ومروة لشراء حاجيات
وينتظرنا يحيى خارج المحل وعندما ننتهي من التسوق يُكمل حديثه كأنه لم ندخل المحال
مطلقًا، ثم نرتاح في كوستا كافي ونتشارك أنا ومروة في طبق كبير من السلاطة ويطلب
يحيى ميراندا برتقال. كيف كنا نجد كل تلك الكلمات والمشاعر وكل ذاك الحديث. كنا
نتحدث حتى تغيب الشمس ثم نقرر الرجوع للمنزل واكمال كل شيء وراء الشاشة.
افتقد أصدقائي وافتقد مغامراتي أنا ومروة لاكتشاف المطاعم والمقاهي المختلفة. أن أريها ما ابتعته من ملابس في محادثة فيديو وتخبرني برأيها.
كيف كانت كل الأشياء جميلة إلي هذا الحد؟!
كيف كنت حية إلي تلك الدرجة؟
افتقد أصدقائي وافتقد نفسي القديمة.
تلك الأيام هي أجمل أيام حياتي.. ليتها تعود ولكن تزوجت وابتعدت وسافرت مروة ومات يحيى.