الأحد، 3 أغسطس 2014

عذرًا نفسي، لقد خذلتك!!




أجلس مطولًا تتسابق الافكار والهواجس في رأسي واود لو اسطرها واتخلص منها على ورقة ما واشعل بها نارًا تأكل ما بداخلي ويبقى الرماد ليضيف طبقة غبار رمادية أخرى على روحي العالقة.
وحينما امسك بالورقة واتناول القلم في لهفة لأكتب وانتهي .. لا أجد شيئًا! . أظل مسمرة أمام الصفحة البيضاء افكر كيف سألوثها بسواد نفسي وعتمتها.
اراجع يومي وابحث عن مسببات التعاسة وأجدها ولكن لا استطيع صياغتها.
حتى ابسط الامور، حتى ابسط ما املك .. لا استطيع فعله.
قررت منذ فترة ما أن ابحث بداخلي عن مميزاتي، مواهبي، شغفي .. اعطيت نفسي فترة من الزمن لاختبار نفسي وعقلي وفكري.
ثم توصلت لشيء بسيط جدًا، هناك لا شيء.
أنا بلا جدوى.
ثم أنا أصبحت -محدش- خلاص!!
تقيدني ظروفي والتقاليد والاعراف وما يجب فعله وماذا سيقول الناس وحسب؟
أريد التحرر ولكن تعتريني رهبة ما تجعلني اتراجع عن كل ما أريده.
حقًا هنيًئا لمن يتحلون بالشجاعة لفعل ما يريدون!! .. ويفعلون!!
حينما افكر في التحرر، فعل ما أريد، عيش حياتي كما اشاء .. هناك يظهر هاجس أنني سافقد شيئًا واندم واكره نفسي لما فعلته.
تبًا أنا اكره القيود وازدري التقاليد والاعراف وما يجب فعله. أكره كل العادي والروتيني والمألوف.
أريد أن اكون نفسي .. لأن نفسي حقًا تعبت من الفقدان.
أرى نفسي وحيدة جالسة تسند ظهرها على حائط أيل للسقوط، تنظر إلي باستجداء .. "حرريني .. اعطيني سببًا واحدًا لأنطلق"
تبكي، تصرخ بصمت، تسد أذنيها عن محاولاتي إثناءها عما تريد. اعطيها مبررات وأسباب وقيودًا أكثر.
فتطرق برأسها وتتنهد. تتنفس بثقل شديد. ثقل يربطها بالأرض والحائط رغم أنها غير مقيدة.
ترفع رأسها وتنظر إلي مرة أخرى وتنطق بحكمة حزينة:

(كيفما شئتي .. أنتي من اختار)
أشعر بالذنب تجاه نفسي ولك.............ني ابتعد واتركها مقيدة بسببي
اذهب لأفعل ما يجب أن افعله، لأقول ما يجب أن اقوله، لأمارس ما يجب أن امارسه.
ثم ليلًا، اتكور على سريري خالعًا رداء الروتين والمفروض. استدعي نفسي لنتحدث سويًا.
تشيح بوجهها بعيدًا وتتصنع السكون ثم النوم.
فاتصنع أنا ايضًا نومًا زائفًا، فقط، ليمر اليوم.