الثلاثاء، 14 فبراير 2012

Signs


لا أؤمن بالخرافات .. أنا حتمًا عكس تلك النوعية.

لكن تحدث تلك الأحداث الطفيفة التي تجعلني أومن بالإشارات .. فتشعرني بنهاية اليوم أنني مخرفة ولا شك !!

فمثلًا كيف لا يتحول اليوم لتجربة كئيبة عندما أستيقظ لأجد صداعًا في رأسي أو نفاذ كمية النسكافيه من البيت.

كيف لا يتحول اليوم لتجربة مفرحة ولطيفة حتى لو بدأ سيئًا عندما يحضر لي أبي الفطار ويتعامل معي كأنه حدث عارض ولكنه يعني لي العالم كله. أو أذهب لأسوأ حفل زفاف وبالكاد أجد لوالدتي كرسي لتجلس ثم ينتهي الأمر بجلسة جماعية لكل الأصدقاء في الحديقة خارج قاعة الحفل المحاطة بالبرك والهواء المنعش ونحتسي الشاي ويتسلل لنا صوت صخب الحفل .. وحقًا لا نحفل بالمشاركة به.

أجد أنه من الرائع أن اقرأ الأحداث كالإشارات وكأنه مقدر لها الحدوث لتصلح نفسيتي المهشمة ..

أو لتفسد يومي المبهج .. وكله لسبب ما لا يعرفه سوى الله.

لكنني أحيانًا أحب أن أراها وأنظر إليها بأنها حدثت وكفى .. لا سبب، لا إشارات، لا شيء ...

نفسيتي وروحي أصبحتا أكثر إرهاقًا لقراءة الاشارات الآن ..

ولكن اتساءل أحيانًا ماذا لو كانت هناك إشارة ما موجهة إلي وتجاهلتها ...؟!!
هل سأشعر بسوء تجاه ذلك؟
هل سيختلف شيء؟
هل سأنتبه متأخرًا؟

منذ مدة طويلة كان يحل كل شتاء لتتسلل الكآبة لقلبي وحياتي وتحيلها لغابة رمادية ..
أبحث وأفتش عن دميتي المفضلة ولا أجدها .. هو أرنب محشو بمادة قطنية او فايبر لا أدري ولكنه بالنسبة لي مدفأتي الخاصة ..
"بسيوني" أرنب بفراء برتقالي وأذنان طويلتان يشتد فيها درجة اللون.
أقتطعت قلب "بسيوني" منذ زمن طويل .. كل يحمل قلبًا يعيقني عن إحتضانه كما يجب .. فاقتلعته واحتفظت به بعيدًا
واعتبرت نفسي (بديل قلب) لبسيوني .. هو رفيقي الدائم لكل شتاء ... لا يفارقني أبدًا
فجأة لم أ جده .. لا أعرف من خبأه للشتاء القادم .. أسأل أخوتي ولا يعرفن.

حل هذا الشتاء وكففت عن السؤال أو يأست ونسيت بالأحرى.
كنت اعبث بمحتوى الرف العلوي لخزانة الملابس حيث تحوي عدة اشياء تخص "جهاز العروسة" المعتاد .. مهمة اجلتها مرارًا ومرارًا إلي أن قررت
ارتب وانسق واعد الحاجيات.. ثم أدون .. وهكذا عدة مرات
ثم وجدته هناك قلبًا برتقاليًا لامع كأنه مازال جديدًا .. احتضنته وكدت ان أبكي وسالته كالبلهاء "أين صاحبك؟" .. "أين بسيوني؟"
أنتهى اليوم وأنا أدرك بل وأعرف انني قريبًا سأنام وفي حضني "بسيوني" .. فبين الكراكيب وجدت قلبًا كان يومًا له.

اليوم التالي كنت أفرك فراء بسيوني بالماء والصابون لأنزع عنه تراب السنين .. وكان إحساسًا بالسعادة لا يوصف.

مازال جزءًا بداخلي يؤمن بالإشارات ..